لقد بين نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لأمته كل ما ينفعها ،وحذرها من كل فتنة تضرها وإن من الفتن التي أخبر عنها ووقعت فيها هذه الأمة هي فتنة المال
وهي فتنة عظيمة تميل إليها القلوب،وتحبها النفوس، كان الانشغال الزائد بها من أسباب التفريق بين الأرحام وقطع المحبة بين كثير من الناس والوئام،فتنة أوقعت بين الكثير العداوة والبغضاء،وجعلت أصحابها في محنة وشقاء بعد أن كانوا في طمأنينة وسعادة يقول صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً،وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ"
وقد حذر الله منها في كتابه فقال {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } وأخبر سبحانه أيضا بأن مَن فتَنَه المال عن الله وذكره وعبادته أنه من الخاسرين للسعادة الأبدية والنعيم المقيم؛ لأنهم آثروا ما يفنى على ما يبقى، يقول جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ }
فالله انعم على عبادة بكثرة المال وإنه لمبتليهم فيه ومخهبرهم به
فمن الناس من يشكر ربه على هذه النعمة ويسخرها لله ولنصرة دينه فيبارك الله له في ماله ويرفعه به اعلى الدرجات ويكون من الفائزين في النيا والاخرة
ومنهم من لايشكر الله عليها وينشغل بها عن عبادة الله وطاعته فتراه يسعى في الدنيا لكسب المال وقد يقع في الحرام في سبيل الحصول عليه ويصبح اشد الناس حرصا عليه فيبخل به عن عباد الله فلا يخرج منه الزكاة ولا يتصدق به خوفا من ان ينقص او يزول ويكون اشد الناس بخلا حتى على اهله فيمهله الله ويتركه يتمتع بماله زمنا ثم يبتليه بتلف هذا المال وزواله فينقلب حاله من بعد ان كان في نعيم الى حياة التعاسة والشقاء
فيجب على الانسان ان يشكر ربه على هذة النعمة التي انعم بها عليه ويعلم انها ليست سوى فتنة من الله واختبار
الخميس مارس 19, 2015 12:41 am
