-
-
هناك خلاف حسب مذهب أهل السنة والجماعة في ما يسمى فقه الحسبة فأنقسم العلماء إلى ثلاثة فرق:
الفريق الأول:
أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين، ومن الأدلة على هذا قوله تعالى وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ حيث إن وجه الدلاله هو أن مِنْ هنا بيانية فتكون دلالتها تشمل الأمة جميعاً. ويستدلون أيضاً بالحديث الشريف
«عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ.»
وهذا الحديث يدل على عموم وجوب الاحتساب على كل أحد لايخرج منه أي مسلم.
الفريق الثاني:
فرض كفاية ويرجح الكثير من علماء السنة هذا الرأي حيث يعتقدون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية أذا قام به البعض سقط عن الباقين وهم يستدلون بنفس الآيه أيضاً، ويقولون إن مِن في الآية تبعيضية فتفيد أن هذا الواجب خاص ببعض الأمة وليس جميعهاً.
الفريق الثالث:
يجمع أصحاب الفريق الثالث بين الفريقين السابقين بحيث يعتقدون أنه فرض عين إذا اتفقنا إن الأنكار يتم بجميع صورة ومنها الإنكار بالقلب كل بحسب قدرته واستطاعته كما جاء في الحدبث الشريف السابق والذي يستشهد به الفريق الثاني أيضاً، كما يمكن قبول رأي الفريق الثاني إذا ما اعتبرنا أن هناك أناس لا يستطيعون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعمل أو بالقول. كما أنه لا يمكن تفريغ جميع الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفريغاً تاماً بحيث تتعطل مصالح المسلمين عامه نتيجة لذلك.