﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾
( سورة يونس )
مَن هو الولي إذاً ؟ هل بعد تعريف الله تعريف ؟
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾
المؤمن الذي يطيعُ الله عزَّ وجل هو الولي، ما قولكم أنه يجب على كلٍ منا أن يكون ولياً ؟ إياك أن تظن أن دائرة الولاية ضيقةٌ جداً بل إنها واسعةٌ جداً، يجب أن تضم هذه الدائرة كل مؤمن، كل مؤمن عرف ربه واستقام على أمره..
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾
هذا المعنى القرآني، هذا التعريف القرآني للولي. أما التعريف اللغوي، قيل: الولي على وزن فَعيل بمعنى فاعل، الذي واَلَىَ طاعة الله، الموالاة المتابعة، أي تابع طاعة الله في ليلٍ ونهارٍ، وصحةٍ ومرضٍ، وغنىً وفقرٍ، وسفرٍ وحضرٍ، تابع طاعة الله عزَّ وجل، واَلَىَ أي تابع، ولم تتخلل طاعته معاصيَ لله عزَّ وجل، فالولي على وزن فعيل بمعنى فاعل، أي تابع طاعة الله.
والولي بمعنى مفعول أي والاه الله أي حفظه من كل مكروه، تابعته أنت بالطاعة والحب، وتابعك هو بالحفظ من كل مكروه، منك الطاعة ومنه الحفظ، منك الاستقامة ومنه التكريم، منك موالاة طاعته ومنه موالاة حفظه وتأيده ونصره وتوفيقه، هذا معنى الولي.
الموالاة ضدُّ العداوة، الولي هو الصديق الحميم، والعدو هو الخصيم المبين..
(( مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب))
ما معنى (آذنته) ؟ أعلنته، الآذن يقف على باب الموظَّف، ما مهمته؟ أن يعلمه أن فلان حضر، أندخله عليك ؟ فقد آذنته، والآذان سمي الآذان آذاناً لأنه إعلانٌ للناس وإعلامٌ لهم أنه قد دخل وقت الظهر، فـ..
(( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ))
أيها الإخوة الأكارم... بادئ ذي بدء تعريف الولي هو المؤمن التقي، عرفت الله من خلال خلقه، عرفت الله من خلال أمره، عرفت الله من خلال فعله، ثم تقصَّيت أمره، وطبَّقت أمره فأنت ولي الله، هل يمكن أن أقول لكم: إن كل مؤمنٍ يجب أن يكون ولياً ؟ طبعاً كل مؤمنٍ يجب أن يكون ولياً، هذا المفهوم الساذج القديم أن الولي إنسان نادر، رثُّ الهيئة، بلا عمل، هو عالةٌ على الناس، لا يعرفه أحد، من الدراويش، ليس هذا، هذا مفهوم العصور الوسطى، مفهوم عصور التخلُّف، كل مؤمنٍ وهو على رأس عمله، وهو في أوج شبابه، وهو في أوج صحته وقوته، وهو عَلَمٌ بين الناس يجب أن يكون ولياً لله عزَّ وجل، ألا تكفينا هذه الآية ؟