بسم الله الرحمن الرحيمالإستسلام للعاطفة تأخر و ليس علامة تقدّم
و إنما علامة التقدم أن تخضع عواطفنا لعقولنا ، و تخضع عقولنا لإرادتنا ، و تخضع إرادتنا لمثلنا العليا .د. مصطفى محمود . . .
يحاول مره ومرتين وعشره وأكثر في تقويم سلوكياته فتصح نظرته وتزيد خبرته وثقافته.
يُعرض كثير من الناس عن الخوض في الصراعات الفكرية ،النفسية والصراعات على العادات السيئة . قرأت موضوعا لكاتبه تركت أحب الأمور لها مما اعتادت عليه فتعبت وشقّ عليها ولا زالت مستمره، في حين أن الكثير لا يرى لذلك داعٍ ولا معنى فلا يفعله(ترك المحبوبات السيئة) .
الشهوات لا تتوقف ولكن تستطيع أن ترفع نفسك وتُحسن بناء فكرك عن الضياع في امواجها
صراعات فكريةهذه لحظات بها جبال وانهار حسنات ،يترك شيء من محبوباته لا لشيء الا ليرضي ربه (
الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى )
قد يراها البعض من الغرابة أن يُترك شيئ لوجه الله! ويحاول أن يجد مخرج.
غلب على الناس تأمل الأشياء المحسوسة المادية فأختل ميزان فهمهم وادراكهم وسلوكهم بل ودينهم
يبقى شاكرا لستيف جوبز ولمخترع الكهرباء والحاسب وغيره ويُعرض عن شكر المنعم صاحب الفضل الدائم (
الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين)
من تأمل سنن الله الكونيه لا يدخل اليأس لقلبه هذا يترك شيئا فتنهال عليه بحور فضله ومحبته في دنياه وآخرته ولاشك في هذا ابدا،،، سبحانه ما أكرمه
سنة من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
وهذا يٌعرض من ان يتعب نفسه في تقويمها فيُشغل بما هو أشقى
كم خسرنا على مستوى الأفراد والأمه ببعدنا عن العزيز الرحيم
قد تكون وحيدا ولا تجد مواساة ممن حولك
يقول الشيخ الطريفي ساعة صبر لوحدك اعظم عند الله من سنة والناس معك
يقول نبيل العوضياذا كان اسباغ الوضوء على المكاره من اعظم الأجور لمشقّته فما بالنا بما هو اكبر مشقّة منه
تختل متعه وتأتي متعة ،تختل الراحة مؤقتا ومن ثمّ تعود براحة اكبر .قد يبقى المرء اسابيع أو عدة شهور ولكن حقاً وصدقاً تأتيه رحمة الرحيم الكريم
ولا يترك الله عباده ولا يخذلهم (
اليس الله بكافٍ عبده )
ولمن يأبى أن يخوض هذه الصراعات الفكرية والنفسية التي قد يراها مكلفة أو متعبه فيتورط فيما هو أشد كلفة وتعب وشقاء يعيش في صراع على فكره خائبه معيشه لا قيمة لها ويزيد تعبه من حيث لايعلم هذا وإن كان أكثر تعبا الا انه اقل اجرا .
.
تضيق نفوس الكثير عن ترك ما لا بديل عنه في ادراكهم!
يقول د.مصطفى محمود -رحمه الله
بالرغم من هذه الصورة السوداء اليائسة المقبضة .. فإن باب الأمل موجود و مفتوح على مصراعيه ..
و السبب أن حسابات الجميع غير دقيقة .. فقد حسبوا كل صغيرة وكبيرة و لكنهم لم يحسبوا حساباً للإرادة الإلهية لإنها شيء خارج الكمبيوتر بالنسبة لهم ..
.
شاع مفهوم غريب أن نعبد انفسنا(شهواتنا) ونحكِّم قصور عقولنا فلا تجد من يترك قطره لأجل الله لا يترك كلمة ولا نظره
فضلا عمّا هو اكبر من هذا! ،يؤثر راحته(في نظره القاصر) عن اي انزعاج ولو كان طفيفا في استمرار عاداته البغيضة
عبودية الهوى واتباع الشهوات(افرأيت من اتخذ إلهه هواه ) والله غني عنه ويقبل التوبة
يغفل أن هذه الفكره الخائبه والقطره أو الشهوة التافهة التي احاطت بعقله قد صاغت تفكيره بسجن لا قضبان فيه ضيّقت افقه وإدراكه بدون أن يعلم
قال تعالى(
فأنساهم انفسهم)
لا يخلف الله وعده ولو تركت لأجله ادنى الأمور لجزيت خير جزاء
فما بالك لو تركت ما هو أكبر وأحب على النفس!
للمعصيه اضرار فكريه قد تكبلك سنين وأنت لا تشعر وكما قال الحسن أبى الله الا أن يذل من عصاه وقد أحسن حكيم حينما سؤل ما تشتهي قال عافية يوم قيل ألست في عافية سائر الأيام قال العافية أن يمر بك يوم بلا ذنوب .وهذا ميزان عدلٍ يملك الوزن به كل أحد ليعرف نفسه ويُصلحها فقد ترى بعض آثار الذنوب عليك.
قل لي فيم تفكر أقل لك من أنت .د مصطفى محمود
كَبُر عليك ترك شيء بسيط او تافه فلعلها تصنع قدرك (وجُعل الذل والصَغَار على من خالف امري) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وبعين التجربة نقول كلما زادت المخالفه كلما زاد الذل والصَغَار
والذى يعبد الله سبحانه في زمن انغماس الناس في الدنيا واللهو وعن يمينه وشماله وهو قادر على تناولها هو أحرى بالإصطفاء بخلاف الإنسان الذى يقبل على الله والدنيا متجرده من يديه .الشيخ الطريفيمن الطريف ان تتأمل بعد هذه المقوله للشيخ الجليل اقوال الناس اذا كبرت اتغير أو مرضت أو اذا اخذت نصيبي وكفايتي منها