السواك
ساك الشيءَ سَوكاً أي دلكه، ومنه ساك فمَه بالعُود يسُوكه، واسم العود: المِسواك، وله أن يذكّر أو يؤنّث.
وقد ورد في سنة السواك أحاديث كريمة، حثتْ على التزامه، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسّواك مع كلّ صلاة)[54]، وقوله: (لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسواك مع الوضوء).
يُصنع عود السواك من جذور شجرة الأراك أو من أغصانها، وقد يؤخذ من أشجار أخرى كالبشام والسّرح والزيتون، والأراك شجرة مباركة، وتنمو في السبخات المالحة، ويمكن ريّها بماء البحر، وتكثر في صحارى المملكة العربية السعودية وسيناء والسودان وباكستان.
وما زال العلماء ينقّبون عمّا في السواك من أسرار، منذ أن خبروه قديماً، فها هو ابن القيّـم مثلاً يقول:
(وفي السواك عدة منافع: يطيّب الفم، ويشدّ اللثة، ويقطع البلغم، ويصفّي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويطرد النوم، ويرضي الربّ، ويعجب الملائكة).
وقد أثبتتْ نتائج عشرات الدراسات الحديثة، ما للسواك من فوائد صحيّة عظيمة، ومن ذلك دوره المؤكّد في تطهير الأسنان واللثة، وقدرته على أداء مهام فرشاة الأسنان والمعجون معاً، كما أنّ أليافه دقيقة تناسب عمليّة تنظيف الأسنان، وفيه الكثير من المواد التي وضحتْ فوائدها حديثاً، فدخلتْ في تركيب معاجين الأسنان.
وفي استعمال السواك المتكرّر، ولا سيّما عند كلّ صلاة، وقاية حاسمة من تسوّس الأسنان، وتنظيف مستمرّ، وإبادة باكرة للمستعمرات الجرثوميّة، التي تنمو بسرعة مذهلة ضمن اللثة، وبين ثنايا الأسنان، ويقضي السواك على الكثير من تلك الأحياء المسببّة للعديد من الأمراض الالتهابيّة، ويرجع ذلك إلى وجود مضادّات حيويّة تشبه البنسلين، ضمن مكوّنات نسيج هذا العود المبارك.