((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي..))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
في بعض الروايات: فليظن بي ما يشاء، لا تظنن ظن سوء بالله، أنت لمجرد أن تقول: قد يعبد الإنسان ربه طوال حياته وقد يضعه في جهنم من قال لك ذلك؟ وقد يطيعه طوال حياته وقد يكون المصير في النار؟ قد يعصيه ويضعه في الجنة، ويطيعه ويضعه في النار، من قال لك ذلك؟ ألم يقل:
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾
[سورة الزلزلة: 7-8]
ألم يقل الله عز وجل:
﴿ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾
[سورة غافر: 17]
ألم يقل الله عز وجل:
﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
[سورة الأعراف: 43]
ألم يقل الله عز وجل في الحديث القدسي:
((عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا...))
[مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ ]
عقيدة الجبر من أبرز العقائد الزائغة :
أخطر شيء في الدين أن تنفر الناس من الله عز وجل، وأن تلقي عليهم عقائد زائغة، ومن أبرز العقائد الزائغة عقيدة الجبر.
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
***
والعوام يقولون كلاماً يشبه هذا الكلام، يقولون: طاسات معدودة بأماكن محدودة، شرب الخمر مقدر على الإنسان، أجبره أن يشرب الخمر ثم يعذبه على هذا أهكذا الله عز وجل؟ هذه كلها عقائد زائغة، عقيدة الجبر، الخوف من طغاة الأرض، اتباع طرائق تثمير المال بأساليب ربوية من أجل حفظ المال، هذا كله من سوء الظن بالله عز وجل، لذلك آية واحدة والله أيها الأخوة تملأ نفس الإنسان غنى:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
[ سورة الجاثية: 21 ]
والله في أي مكان وزمان ونظام وعصر وأي إقليم وظرف:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
[ سورة الجاثية: 21 ]
هذه الآية أصل في عدل الله عز وجل، كلما عرفته أحسنت الظن به، ووثقت به، وتوكلت عليه، وصدقت تطمينه.
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
[ سورة التوبة: 51 ]
وكلما عرفته ازددت حباً له، من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، ومن أعجبها أن تحبه ثم لا تطيعه.
((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي .. ))