1 - الإعراض عن العلم وطلبه والاشتغال عن ذلك بالعبادة ، وهذا جهل دخل على بعض الناس وزينه لهم إبليس . قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله : وقد لبس إبليس على كثير من المتعبدين بقلة علمهم ؛ لأن جمهورهم يشتغل بالتعبد ولم يحكم العلم . فأول تلبيسه عليهم إيثارهم التعبد على العلم ، والعلم أفضل من النوافل ، فأراهم أن المقصود من العلم العمل ، وما فهموا من العلم إلا عمل الجوارح ( فقط ) ، وما علموا أن العمل عمل القلب ( أيضا ) ، وعمل القلب ( لا يقل ) عن عمل الجوارح . قال مطرف بن عبد الله : فضل العلم خير من فضل العبادة . وقال يوسف بن أسباط : باب من العلم تتعلمه أفضل من سبعين غزاة . وقال المعافى بن عمران : كتابة حديث واحد أحب إلي من صلاة ليلة .
2 - ومن البدع التي تسبب الحرج والمشقة في الدين : ما يفعله بعض الموسوسين من طول المكث في الخلاء ، والمشي والقيام بحركات ، كأن يرفع قدما ويحط أخرى زاعما أنه بهذا يستنقي ، والواقع أنه كلما زاد في هذا نزل البول ؛ لأن الماء يستقر في المثانة ، فإذا تهيأ الإنسان للبول خرج ما اجتمع ، فإذا مشى وتنحنح أو تزحر وتوقف رشح شيء آخر . فالرشح لا ينقطع .
(الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 201)
فالمبالغة في الاستنقاء بدعة محدثة لم ينزل الله بها من سلطان .
3 - التلفظ بالنية :
ومن البدع التي يقع فيها بعض المسلمين التلفظ بالنية ، وهذا أمر لا يشرع إلا في الإحرام خاصة ؛ لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الصلاة والطواف وغيرهما فينبغي عدم التلفظ في شيء بالنية ، فلا يقال : نويت أن أصلي كذا وكذا ، ولا نويت أن أطوف كذا ، بل التلفظ بذلك من البدع المحدثة ، والجهر بذلك أقبح وأشد إثما ، ولو كان التلفظ بالنية مشروعا ؛ لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم وأوضحه للأمة بفعله أو قوله ، ولسبق إليه السلف الصالح . فلما لم ينتقل ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم ؛ علم أنه بدعة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :