ولا شك أن المسلم الحق لا يعمل إلا بنية، بل إنه يجتهد في أن تكون النية خالصة وصادقة، ومن فقهه أن تكون له عدد من النيات الصالحة، وقد جاء في الصحيح: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
ونحن – في الحقيقة – نحمد الله الذي هدانا لهذا الدين العظيم الذي عظم من شأن العلم ورفع من شأن أهله، وقد قال علي رضي الله عنه: (من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم)، وقال معاذ رضي الله عنه طلب العلم عبادة، ومذاكرة العلم تسبيح، وبذل العلم صدقة، والبحث عن العلم جهاد.
والإسلام في تعظيمه للعلم لا يفرق بين علم وعلم، ولكن المسلم يبدأ ما يصلح به عقيدته وعبادته وتعاملاته، وهذا القدر واجب على كل أحد ثم يطلب ما شاء بعد ذلك من العلوم بعد أن يجدد الهدف ويصلح المقصد، ويجعل رضوان الله هو الغاية، والمسلم يستطيع أن يحتسب حياته كلها، كما قال معاذ رضي الله عنه: (والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي) يعني أجراً وثواباً على نومه وقيامه؛ لأنه لا يفعل شيئاً إلا بنية وهدف.
والعلم أول مطلوب، وهو أفضل من كل نافلة، وأولى الناس بتصحيح النية طلاب العلم فطلبه لله عبادة، وجعل خدمة الأمة هدفا نبيلا، وكذلك نية رفع الجهل عن النفس ونفع الآخرين، والرغبة في عكس النموذج الفاضلة للمسلمة المتعلمة بحجابها ودينها هدف نبيل بالإضافة إلى ما ذكرته من الأهداف النبيلة.